Thank you for connecting with us. We will respond to you shortly.
نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ندوة بعنوان “وسائل المعرفة وأثرها في تشكيل الوعي”، ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض رمضان للكتاب، وذلك على مسرح الجسرة في سوق واقف.
وتحدث خلال الندوة الدكتور عبدالعزيز شهبر خبير إدارة الشؤون الإسلامية، أستاذ الأديان والحضارات الشرقية في جامعة عبدالمالك السعدي بتطوان بالمملكة المغربية وقدمها الإعلامي عبدالله البوعينين.
وتناول المتحدث في البداية الحديث عن أثر بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) ونزول الوحي في تشكيل الوعي لدى المسلمين الأوائل، مؤكدا أن هذا الحدث كان فارقا في تشكيل الوعي، حيث ظهر جليا في وضوح المنطق وقوة الثبات لدى المسلمين الأوائل مستدلا بحديث جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي عندما ذهب عمرو بن العاص طالبا رجوع المسلمين من الحبشة، فذكر فيه منطقا قويا نابعا من الإيمان بهذا الدين الذي أحدث تغييرا شاملا في حياتهم ودحض فيه كافة مزاعم قريش لينتصر في مناظرته على عمرو بن العاص.
وأشار إلى أن المسلمين الأوائل عاشوا هذه الفترة وقد أسست لمجتمع جديد يطبق تعاليم الوحي وبالكيفية التي كان يشرحها الرسول (صلى الله عليه وسلم) فحدث انضباط للمجتمع بهذه النقلة، والتي لم تقتصر على أهل الجزيرة العربية وحدهم بل سنجدها تنقل شعوبا وقبائل من طشقند إلى طنجة إلى تخوم جنوب الصحراء الإفريقية، في زمن وجيز، انصهرت وفقها ثقافات مما ران عليها من درن المادة فأصبح العربي والفارسي والسندي والصيني والمالاوي والهندي والإفريقي والأمازيغي والقوطي والرومي منصهرين في نمط وعي واحد على اختلاف الألسنة وآليات التفكير، وعلى هدي الوحي شادوا حضارة فاعلة قدمت للبشرية فتوحا في العلم.
وتحدث الدكتور عبدالعزيز شهبر عن أثر الحضارة الإسلامية في الحضارات الأخرى، موضحا أن وسائل المعرفة تحصل بالعقل ثم القلب ثم تأتي الحواس موجهة يتحقق بها الناظر ما يتأمله بالعقل وما يصدقه بالقلب، وهي المجموعة في قوله تعالي (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) سورة الإسراء.
وأشار إلى أن هذا المنهج هو الذي جعل التفوق لعلماء المسلمين، من مختلف اللغات من خلال الترجمة ثم الإبداع انطلاقا من هذا المنهج الداعي للمعرفة فكان التميز في مختلف العلوم والفنون من طب وهندسة وصيدلة ورياضيات وكيمياء وغيرها.
وقال إن المسلمين اليوم يحتاجون إلى استذكار روح النقلة التي حدثت على عهد رسول الله، ليحدث التقدم، والتصحيح وفق سياق الوحي وآلياته، ووفق الأفكار التي استقرت في نفوس أبناء الأمة عبر خمسة عشر قرنا، إلى جانب كل فكر إنساني مفيد.
وتابع “يوم نعقل الوحي يتجدد لدينا الوعي يوم نعقل أن أمننا الثقافي الشامل ممكن التحقق وليتحقق ينبغي أن ننتج غذاءنا ونخيط ثيابنا ونصنع دواءنا ونحفظ حدودنا ونحسن استثمار مقدراتنا، ونعلم كل أطياف شعوبنا ونوفر البيئة الحاضنة لعقولنا المبدعة والمبتكرة كي تبتكر علوما للإنسانية كما حدث في سالف تاريخنا ونحسن استخدام التقنيات الحديثة، فنملكها عوض أن تملكنا، ونستخدمها لإنتاج المحتويات والمعارف النافعة، ونسخرها وفق قوانين ما سخره الله لنا”.
جدير بالذكر أن معرض رمضان للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، يستمر حتى 16 أبريل الجاري في الساحة الغربية من سوق واقف، ويشارك في المعرض الذي يقام لأول مرة 35 ناشرا من قطر و9 دول هي: السعودية، الكويت، لبنان، سوريا، الأردن، مصر، تركيا، الهند، وأستراليا.