Thank you for connecting with us. We will respond to you shortly.
أقامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الليلة، ندوة بعنوان “قواعد بناء المجتمع الصالح في القرآن الكريم”، وذلك ضمن فعاليات معرض رمضان للكتاب الذي تختتم فعالياته اليوم السبت.
وتحدث خلال الندوة الدكتور حسام السامرائي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قائلا “إن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وأن هناك رؤى كثيرة حول تكوين المجتمع الفاضل”، مشيرا إلى محاولات البشرية منذ القدم الوصول إلى قواعد بناء مجتمع يتساوى فيه الناس وتسود فيه العدالة والسلم والأمن والقيم الفضيلة.
وأوضح السامرائي أن الاشكالية التي وقعت فيها البشرية تتمثل في تحقيق تقدم وقفزات في علوم الطبيعة حتى تخيل لها بأنه بإمكانها وضع نظريات في علم الاجتماع من أجل الوصول إلى المجتمع الفاضل، ما ساهم في طرح نظريات معاصرة ما بين الاشتراكية والرأسمالية، في محاولة منها للوصول إلى المجتمع الفاضل وفق رؤية وقواعد تتوافق مع ما تطرحه من أفكار.
واعتبر أنه مهما حاول الإنسان أن يبحث عن قوامه للمجتمع، إلا أنه لن يجد قوامه حقيقية إلا في القرآن الكريم، مشيرا إلى أن القرآن يبدأ في طرح أول القواعد التي يريد أن يؤسس لها في قوله تعالى “وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”، وموضحا أن المجتمعات التي لا تؤمن بالآخرة هي مجتمعات لا قيمة لها، ومآلها الانهيار.
وتابع الدكتور حسام السامرائي حديثة بالتأكيد على أن الأهم هو وجود الإيمان باليوم الآخر، وإذا غرس في قلب المجتمع نظرية الحساب القادم سوف يتجه الإنسان إلى الأعمال الصالحة رجاء بالجزاء في الآخرة، وبالتالي أهم مبدأ يقرره القرآن في بناء المجتمع الصالح هو ضرورة غرس مفهوم الإيمان باليوم الآخر.
كما استعرض السامرائي العديد من آيات القرآن الكريم التي تؤكد أن الخالق سبحانه وتعالى ومن خلال كتابه الكريم وضع قواعد بناء المجتمع الصالح، مبينا أنه لا قيمة للدين إذا نزع منه الإيمان بالآخرة والحساب، وأن الأهم هو الإيمان بالجزاء بعد الموت، ولافتا إلى أن قاعدة التفاضل بين الناس في طاقاتهم وقدراتهم وإمكانياتهم مهمة لإنتاج المجتمع الفاضل، حيث أن الإنسان المشتت لن يكون منتجا ولهذا يقول الحق تبارك وتعالى “لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا”.