وزيرة الثقافة الأردنية تؤكد ضرورة وجود استراتيجية لتحقيق التكامل للثقافة العربية

يناير 24, 2022

أكدت سعادة السيدة هيفاء النجار وزيرة الثقافة بالمملكة الأردنية الهاشمية، ضرورة وجود استراتيجية لتحقيق التكامل العربي في مجال الثقافة، في ظل وجود الكثير من الجوامع المشتركة التي تؤسس لها اللغة التي يتفاهم بها قرابة (400) مليون عربي.

جاء ذلك خلال محاضرة “الرؤيا التكاملية الشمولية للثقافة العربية”، ألقتها وزيرة الثقافة الأردنية، بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة السيد زيد مفلح اللوزي سفير الأردن لدى الدولة، وجمع من المثقفين العرب، ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب الحادي والثلاثين والمقام حاليا بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.

وقالت وزيرة الثقافة الأردنية “إن الثقافة العربية خضعت في تشكلها لعدد من التحديات التي يفرضها الموقع الجيوسياسي والوضع الاقتصادي والاجتماعي للإقليم وقضاياه الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية”، مشيرة إلى أن الثقافة العربية تتصل بالعروبة ليس بوصفها عرقا أو قومية بل بوصفها لسانا، تتوفر على قدر كبير من المشتركات، من بينها اللغة، والتاريخ المشترك، والعادات والتقاليد، والأديان، والقيم والأخلاق، ووحدة الإقليم والهدف والمصير المشترك.

وشددت في الوقت نفسه على أن هذا التقارب لا يعني طمس الهويات المحلية، مؤكدة أهمية وجود تصور عام مرن للثقافة الجامعة، يحترم الخصوصيات، ويتيح لها حرية التفاعل الديمقراطي والاقتراب الحي من بعضها بعضا.

وأكدت أن التصور التكاملي الشامل لثقافة المجتمعات العربية لا بد أن يقوم على أساس مراعاة التكوين الأفقي للثقافة لجهة شمولية التصور لجميع العناصر والكتل البشرية، ومراعاة عوامل التجانس لدى كل كتلة بشرية في كل مجتمع من المجتمعات العربية المتعددة واحترامها، وعدم المساس بها، قائلة “إننا معنيون بتلمس ملامح عامة لخطاب ثقافي عربي يعظم الحريات لجميع المكونات الاجتماعية”.

وأضافت النجار أن أي خطاب ثقافي مثمر ليس عليه أن يؤمن باستيعاب جميع المكونات الداخلية المختلفة فحسب، بل عليه أيضا أن يكون متصالحا في إطار التنوعات القومية والعرقية والثقافية، والتركيز على الجانب السلمي للخطاب الثقافي، لافتة إلى حاجتنا إلى تنمية القدرة لدى الأجيال القادمة على إدارة الاختلاف والتنوع بالشكل الأمثل، موضحة أن هذا هو دور الدول والحكومات لزرع هذه البذور الثقافية في الطرق والمسارب التي يسلكها الأطفال ليعثروا عليها في مناهجهم وألعابهم ووسائل الإعلام الموجهة إليهم.

وتابعت “نحتاج إلى ثقافة مدنية منحازة للواقع والعصر”، مؤكدا أن من أبرز الملامح العامة للمشروع الثقافي العربي الشامل، هو تعميق الاعتزاز باللغة العربية بوصفها وجها آخر للثقافة الجامعة، وبذل كل ما من شأنه المحافظة عليها، وتعزيز فكرة المواطنة بوصفها الرابطة الثقافية الجديدة في المجتمعات الحديثة، وتعميقها في نفوس المواطنين، وما يتضمنه ذلك من حقوق وواجبات نحو المجتمع.

وأكدت ضرورة تعزيز ثوابت الفكر الإنساني المستنير بما يعزز النظرة الإيجابية وثقافة الأمل نحو المستقبل، وما يتصل بذلك من قيم الخير، والحق، والجمال، والعدل، والحرية والتسامح واحترام الآخر، من خلال روافد بناء الثقافة كالتعليم والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.

وكانت سعادة وزيرة الثقافة الأردنية قد أشادت خلال المحاضرة التي أدارتها الإعلامية آمال عراب، بتجربة دولة قطر الثقافية بعد اطلاعها على الحراك الثقافي والمتنوع في قطر، قائلة “بعد معايشتي لهذا المعرض وزيارتي لعدد من المؤسسات الثقافية بالدوحة أقول إن الثقافة العربية بألف خير، حيث يعزز الحراك الثقافي في قطر الروح العربية وما يجمعها من قيم مشتركة في ظل فكر عقلاني وتحليل موضوعي”، مثمنة حرص دولة قطر على إثراء الثقافة العربية.

كما تناولت في حديثها أهمية تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة بحيث يكون الإبداع وسيلة للتنمية وليس فقط عبئا على الحكومات، مطالبة في الوقت نفسه بتضافر جمهور الحكومات العربية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في تحقيق استراتيجية عربية تعزز التكامل العربي المنشود في مجال الثقافة.

وأشارت إلى أن العام الجاري، سوف يشهد مدينة “أربد” عاصمة للثقافة العربية والتي سيتخللها على مدار العام نقل الثقافة العربية إلى الأردن ونقل الثقافة الأردنية إلى العالم العربي من خلال فعاليات على مدار العام.

وفي نهاية المحاضرة، كرم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، نظيرته الأردنية، بمنحها درع وزارة الثقافة.