5 معايير لاختيار القصص الموجهة للأطفال

يونيو 17, 2023

دعا خبراء من مركز دعم الصحة السلوكية، الوالدين والمُربين إلى اتخاذ الأسلوب القصصي، كأحد الأساليب المُتبعة في غرس القيم الاجتماعية، واعتماده كآليّة داعمة في عملية البناء القيمي في مرحلة الطفولة مع الأخذ بعين الاعتبار خمسة معايير أساسية، هي: ضرورة اختيار الوالدين القصة بناءً على عمر الطفل مع مُراعاة تنوع الموضوعات وتقسيماتها والمعايير المناسبة عند الاختيار، والحرص على اختيار قصة يستطيع الطفل فهم محتواها وإيصال الفكرة المطلوبة.
وشددوا خلال تقرير حديث صادر عن المركز على ضرورة أن تكون القصة متناسبة مع ثقافة مُجتمعنا ومع العادات والتقاليد، ولا تخالف منظومة القيم، وأن يتم اختيار القصة التي تحث الطفل على السلوك الإيجابي وتنميته، مع ضرورة محاكاة القصص للواقع الحقيقي الذي يعيشون فيه.
ومن جانبه أكد حسين الحرمي، رئيس قسم الدراسات والرصد، على أهمية القصص الموجهة للأطفال باعتبارها إحدى الوسائل الفعالة والأنشطة التربوية التي تسهم في تكوين وتطوير شخصية الطفل إضافة إلى إسهامها في تربيته وتعليمه، لافتًا إلى أنه خلال القصص يكتسب الطفل القيم الاجتماعية وتتشكل معارفه واتجاهاته وينعكس ذلك على سلوكه وتعامله مع المحيط حوله، بشكل عام، خاصة أن القصص على اختلاف أنواعها تحمل في ثناياها قيمًا معينة تُغرس في الأطفال من خلال تصوّرهم لمُجريات الأحداث والوقائع والشخصيات فيها.

ولفت إلى أن هناك 5 معايير لاختيار القصة المناسبة للأطفال منها أن يكون للقصة هدف تربوي واضح، وثانيًا أن تكون القصة واضحة المعاني سهلة الأسلوب، وثالثًا أن تكون القصة متماسكة الأجزاء والأحداث، ورابعًا أن تكون القصة مناسبة لفهم الطفل وطور نموه، وخامسًا أن يكون الحوار في القصة جذابًا وسهلًا.
ولفت إلى أن القصص بشكل عام تلعب دورًا حاسمًا في تمكين الأطفال من تطوير الوعي والالتزام بالقيم والأخلاق، كما تكسبهم قيمًا جديدة، وتشير الدراسات إلى أن القصص تنقسم إلى 12 مجموعة وهي: قصص البطل الخارق، القصص البوليسية، قصص البطولات الدينية والوطنية، قصص الحيوان، قصص الخيال والإيهام، القصص الفكاهية، قصص الخرافات والأساطير، القصص الواقعية، القصص التاريخية، القصص الشعبية، قصص المغامرة، القصص العلمية والاستشرافية.
وأضاف: إن القصص هي أقدم أشكال الأدب، فمن خلال القصص التقليدية، يُعبر الناس عن قيمهم ومخاوفهم وآمالهم وأحلامهم، كذلك القصص الشفوية هي تعبير مباشر عن التراث الأدبي والثقافي. فمن خلالها يتم تقدير التراث وفهمه والحفاظ عليه، وربط الماضي مع ثقافات الحاضر المُختلفة، حيث يكتسب الأطفال نظرة ثاقبة حول دوافع وأنماط السلوك البشري.
ومن جانبها قالت سارة الخليفي، باحث اجتماعي: هناك العديد من الموضوعات المُختلفة التي تلعب دورًا مهمًا في غرس القيم عن طريق قصص الأطفال، ولها العديد من الأهداف، ومنها: تنمية الطفل لُغويًا، عن طريق تنمية قاموسه اللغوي، وتدريبه على التعبير، وإكساب الطفل الكثير من القيم الذاتية، وتدريب الطفل على مهارات التواصل، والإنصات، والحديث، وتزويد الطفل بالكثير من الآداب، وتعلمه السلوك الإيجابي.
ولفتت إلى أنه قد صنف بعض الباحثين القصص على النحو التالي: قصص من أنا: هذه هي القصص التي تُعطي الآخرين نظرة ثاقبة حول (من أنت)، وهذا النوع من القصص يقدم حلقة أو سلسلة من الحلقات، وتعتبر هذه القصص عاملًا للكشف عن الذات، حيث تساعد الأطفال على معرفة صفاتهم وقيمهم، وتمكنهم من المساعدة في بناء علاقة وشعور بالمُجتمع، وهناك قصص لماذا أنا هنا: يميل الناس إلى الشك في شخص لا يعرفونه أو إذا لم يتمكنوا من معرفة دوافعهم تجاهه، وهذا النوع من القصص يوفر منظورًا تاريخيًا يشرح كيف وصلت إلى هذه النقطة، وما هي نياتك، وأساس علاقتك بالآخرين. يؤسس هذا النوع منصة للمُتعلمين للتحدث عما يأملون في الخروج به من عملية التعلم.
وتابعت: صنف الباحثون كذلك قصص الرؤية والمعنى والهدف، ويستهدف هذا النوع حاجة الإنسان العالمية للمعنى والطموح في سياق التعلم، ويرسي إحساسًا بالغاية المُشتركة ويلهم الالتزام، وقصص التدريس والتي تهدف على وجه التحديد إلى تعليم مهارة أو مفهوم أو قيمة، حيث يسعى هذا النوع من القصص إلى تجسيد الفكرة بشكل ملموس، بحيث تقدّم القصة شخصًا نموذجيًا تفوّق في مهمة أو قيمة، أو تستخدم استعارة موسعة لتوضيح مفهوم، بالإضافة لقصص القيم في العمل ويتيح هذا النوع من القصص غرس القيم بطريقة تجعل الأطفال يفكرون بأنفسهم. فإن العبارات المُجردة لا تجبر أو تلهم بنفس القوة العاطفية التي تكون في القصص والاستعارات، وقصص اعرف ما تفكر به، وتستند هذه القصص إلى دراسة المُتعلمين بعناية وفهم دوافعهم، واستخدام القصة للرد بشكل بنّاء.
وأضافت: تثير رواية القصص ردًا مُشتركًا على المشاعر الإنسانية والمدارك الحسية كالضحك والحزن والإثارة والتوقعات الممكنة، التي تساعد في بناء ثقة الطفل ونموه الاجتماعي والعاطفي والقيمي، بخلاف القراءة والكتابة التقليدية المحضة البعيدة عن الأساليب الحديثة، التي تعتبر أنشطة فردية قد لا تتجاوز في الغالب تنمية مهاراته العلميّة.